لن أنسى أبدًا رائحة منزل والديّ في صباح يوم الجمعة. كنا نستيقظ على رائحة الفطير المشلتت، طبقات من العجين المعجون بالزبدة تتسلل إلى غرفنا. كنا، أنا وإخوتي، لا نستطيع الانتظار لنلتهمه مع “العسل الأسود” أو “الفول” الشهي المقدم مع خبز البلدي الساخن. كانت تلك رائحة طفولتي، التي نقلتها إلى أطفالي. وكل عائلة أعرفها لديها رائحتها الخاصة التي تربطها بوجبة منزلية خاصة ولحظة في الزمن.
الآن يمكننا إعادة زيارة تلك اللحظات، واستكشاف المطبخ المصري، بطريقة جديدة تمامًا. “صوفرة مصر” – “نكهة مصر” – تنطلق اليوم على Google للفنون والثقافة. تم تجميع هذه المجموعة بالشراكة مع “رواي”، وهي مطبوعة سنوية تسلط الضوء على التاريخ والفن المصري، و”نوايا”، شبكة مجتمعية تعزز أنظمة الغذاء الوراثي المصري. يشمل المشروع أكثر من 1700 صورة عالية الدقة، وأكثر من 60 قصة معدة بخبرة وأكثر من 30 فيديو حول التاريخ الطهوي لمصر، وأطباقها، وثقافتها وأماكنها لتجربة رقمية غامرة لمن يتوقون لنكهة مصر.
الطعام كجسر للثقافة والتاريخ والهوية
يجتمع الناس حول العالم على الوجبات، ويمكنهم التعلم الكثير عن تاريخ وثقافة بعضهم البعض من خلال الطعام. يعكس ثقافة الطعام المصري تنوع ودقائق الهوية المصرية. من المدن على طول البحر المتوسط – مثل مرسى مطروح، والإسكندرية، وبورسعيد – إلى تلك الأبعد جنوبًا على طول النيل – مثل النوبة أو على طول جبال جنوب سيناء – يمكنك الآن الشروع في رحلة طهوية غنية عبر مليون كيلومتر مربع و7000 سنة من التاريخ الطهوي من خلال “صوفرة مصر”.
المطبخ المصري القديم
الطعام جزء أساسي وغالبًا ما يتم تمثيله بشكل غير كاف في الثقافة المصرية. المطبخ المصري متنوع كتاريخه، مع العديد من الوصفات التي تعود إلى جذور قديمة. تسلط القصص المعدة بخبرة الضوء على كيفية توارث الأطباق الحديثة – مثل الفسيخ، سمك مجفف بالشمس ومملح – عبر الأجيال. فقط انظر إلى كيفية تضمين الوصفات المنقوشة على القبور لمكونات لا تزال أساسية في المطبخ الحديث.
تاريخ كتب الطبخ في مصر يشارك واحدة من أولى الوصفات المكتوبة التي تعود إلى أكثر من 2000 سنة. في القرن العاشر، أصبح دمج الأطباق الحلوة والمالحة أكثر شعبية، مع أطباق مثل يخنة التفاح واللحم التي اكتسبت شعبية. لا شك أنه على مر السنين، أثرت إدخال مكونات جديدة، مثل الباذنجان والمعكرونة، على الأطعمة التي نتناولها اليوم وألهمت العديد من المفضلات الحالية لدينا، مثل الكشري والطعمية.
